ايمان البحر درويش يمثل شخصية الامام الشافعي

إيمان البحر درويش
يمثّل شخصية الإمام الشافعي


«أنا طير في السما» ليست مجرد أغنية قدّمها إيمان البحر درويش قبل سنوات بل تكاد تلخّص حاله. هو مثل الطائر يظهر ويختفي، يعلو ويهبط، يعشق حريته ولا يراهن عليها. ليس حضوره في الساحة الفنية لمجرد الحضور. قيل له: إبتعد واعتزل أداء الأغاني العاطفية فبات متخصصاً في الإنشاء الديني.
بعد 16 عاماً غياباً عن الكاميرات يعود إيمان البحر درويش ممثلاً في شخصية الإمام الشافعي ضمن مسلسل يستعرض حياته. هل هي مصادفة دفعت به إلى عمل ديني. أم أن ما تردد حوله جعله أحد أبرز المرشحين للمشاركة في الأعمال الدينية؟ كيف يرى موقعه الآن على الخريطة الفنية؟ هل يمكن أن يتوافق والأجواء الحالية؟ أسئلة كثيرة في هذا اللقاء الصريح.
الإمام الشافعي مصادفةً أم اختياراً؟
إنه بالتأكيد اختيار عن قناعة. قبل ذلك هو الحظّ الذي جعلني أرشَّح إلى هذا العمل الجادّ المهم في الوقت نفسه ليكون عودة متميزة لي بعد غياب طويل.
لِمَ الغياب إذن؟
لأنني أبحث دائماً عن أعمال تؤكد باهتمام القيم الإنسانية. أعمال تتوافق ومعاييري الخاصة، متوافقة ورسالة الفن التي أؤمن بها.
كيف؟
ينبغي أن يحمل الفن قيمة تعود على الناس بالفائدة الروحية والعقلية وسوى ذلك. هذا لا ينطبق على الأعمال الدينية فحسب بل على الفن بعامة. الإمام الشافعي عمل فني جيد قبل أن يكون عملاً دينياً يعرض أحد أبرز الأئمة أو كما أطلق عليه إمام الوسطية في التاريخ الإسلامي والدور الذي لعبه في محاربة أعداء الإسلام والمتعصبين. كلها معانٍ وقيم من المهم تأكيدها الآن. هو أكثر ما دفعني إلى العمل، خاصة أن أسلوب المناقشة والجدال في المسلسل بعيد عن الخطابة والنصح المباشر الذي يعود غالباً بنتائج عكسية.
لكن الأعمال الدينية والتاريخية المصرية تعاني تعثرات كثيرة ما قد ينعكس سلباً عليك؟
لكل امرئ ما نوى. عندما تحمست للعمل كنت أرى فيه عناصر نجاحه وفي مقدّمها نص جيد مكتوب بصياغة راقية حريصة على جذب الجمهور وفريق عمل متجانس لديه رغبة في إنجاح العمل.
لذا يبذل كل منا ما لديه من جهد. أؤمن بأنّ العمل الجيد يفرض نجاحه ويخلق جمهوره هذا ما أتمناه بالتأكيد وأرجو إلى الله أن يتحقق.
لكن الدراما السورية وتحديداً الدينية والتاريخية أغلقت دائرة التنافس، فما رأيك؟
لا أختلف معك في أنّ الدراما السورية حقّقت نجاحاً كبيراً في السنوات الماضية خاصة الدينية منها والتاريخية، نظراً إلى اهتمامها بأكثر تفاصيل العمل كالنص والديكورات وأماكن التصوير التي تكاد تتطابق وأماكنها الحقيقية. هذا ما نجهد لتحقيقه متمنيين أن يوفقنا الله في دخول دائرة التنافس. والأهم أن نقدّم ما يفيد الناس ويحظى بقبولهم.
تحمسك للأعمال الدينية وضعك في دائرة محددة.
لا أحب الاتهامات الجاهزة التي يسوقها البعض لمجرد أنني قدمت عملاً ذا خصوصية تماماً كما قيل عني في بداية مشواري إنني مطرب يهمه إحياء تراث جدّه، بل وصل الأمر إلى حد مراهنة البعض على نجاحي بعد تلك الخطوة، خاصة أن ما قدمته في هذا المجال سواء التراثيّ أو الدينيّ لا يمكن مقارنته بما قدمته على مستوى الأغنية العاطفية من حيث الكم. الغريب أنَّ أحداً لم يصنفني آنذاك مطرباً عاطفياً.
كنت وسأظل مهتمّاً بتقديم أغنية تحمل معاني مختلفة سواء دينية أو عاطفية.
أغنية تختلف في مضمونها عمّا يُقدَّم الآن، حتى على مستوى الأغنية الوطنية. أبحث دائماً عن المعنى والفكرة المختلفين، لذلك نجحت أغاني المصنّفة عاطفية (يضحك) ولا يزال الجمهور يطالبني بتقديمها.
متى سيعود إيمان مطرباً من جديد وكيف ترى موقعك على الخريطة الآن؟
أبحث دائماً عن الجديد والأصدق في الوقت ذاته، مع التأني الكثير في البحث عما يحفزني إلى تقديمه. غير مكترث بموقعي لأنني مؤمن بأن العمل الجيد يفرض دائماً نجاحه، أما التصنيفات والمراكز فلا تشغلني ولا أعيرها اهتماماً.